الاثنين، 29 أكتوبر 2012

الآشعة السينية تكشف عن اضرار في لوحة فان غوخ زهور في مزهرية زرقاء




9574609-large


شخص باحثون آثارا كيماوية، لم تسبق رؤيتها في لوحة الرسام الشهير فان غوخ زهور في مزهرية زرقاء ، تترك تأثيرا معتما على الوان اللوحة الصفراء النابضة بالحياة.
وتبدو كأنها طلاء ورنيش أضيف لاحقا إلى العمل لحمايته، وهي في الحقيقة تحيل اللون الأصفر إلى لون برتقالي مغبر (مختلط بالرمادي).
ووجدت دراسة اعتمدت استخدام الاشعة السينية عالية الشدة(الكثافة)، نشرت في دورية الكيمياء التحليلة، أن مركبات تدعى الأوكزالات oxaletes كانت السبب في ذلك.
بيد أن ذرات من اللون الاصلي وجدت في الطلاء المضاف، والتي قد تكون بقيت في مكانها، ولم يمحها الطلاء الجديد.
وليست تلك المرة الأولى التي يتم فيها فحص اللون الأصفر اللامع في لوحات فان غوخ بالأشعة السينية.

ففي عام 2011 ، نشر مقال في الدورية ذاتها لفريق بحثي من جامعة أنتويرب برئاسة كوين يانسينس أشار الى أن الصبغة الأثيرة لدى فان غوخ، وتسمى الأصفر الكرومي، تتدهور عند وجود صبغات اخرى تحتوي على مادة الكروم الكيماوية.
وبدأت الدراسة الجديدة اثناء عملية معالجة لصيانة اللوحة في عام 2009، عندما اكتشف القائمون بإعمال الصيانة أن اللون الاصفر في زهور لوحة زهور في مزهرية زرقاء ـ وقد كان هذه المرة من صبغة تدعى الاصفر الكادميومي (من معدن الكادميوم) ـ قد تحول الى الرمادي وظهرت فيه تشققات.

وعادة ما يشحب اللون الاصفر الكادميومي ويصبح اقل اشراقا بمرور الزمن بشكل طبيعي.
لذا قام الفريق البحثي بأخذ عينات صغيرة جدا من العمل الفني ثانية وأرسلوها إلى أكبر مراكز التحليل بالآشعة السينية في أوروبا وهي إي إس آر إف في فرنسا، وديزي في ألمانيا.
واستخدم المركزان معجلات ضخمة للجسيمات لتسريع الإلكترونات، لتندفع اشبه بالرذاذ امام الآشعة السينية بينما هي تدور حول المعجلات.
لم يكن الهدف من هذا الاختبار مجرد تحديد ماهية مكونات العينات من ذرات وجزيئات فحسب، بل وتحديد التركيبات الدقيقة في السطح البيني بين الطلاء الأصلي والطلاء المضاف الورنيش .
وفي هذه اللحظة صُدم فريق البحث بالعثور على ان مركب أوكزالات الكادميوم ، كان السبب في شحوب اللون إلى البرتقالي المغبر(الرمادي).

وقال الدكتور يانسينس لبي بي سي : كانت طبقة التماس بين الورنيش والطلاء التي وجد فيها مركب أوكزالات الكادميوم بسمك مايكرومتر واحد .
واضاف ولو لم نستخدم طرقا تسمح لنا بفحص هذه الطبقة الرقيقة جدا، فأننا لم نكن لنلحظ وجود الأوكزالات فيها .
وتوجد الأوكزالات عادة في أعمال فنية أكثر قدما بالاشتراك مع صبغات اخرى مختلفة. وهذه هي المرة الأولى التي يرصد فيها ان الكادميوم يشكل أوكزالات في الطلاء الورنيش الذي أضيف كاجراء لحماية اللوحة في وقت لاحق.
ويقول الدكتور يانسينس : إن فان غوخ لم يكن يحب استخدام الورنيش لصقل لوحاته، فهو يحبها ان تكون، لنقل، خشنة .
واضاف بيد أنه بعد وفاته، وجدت هذه اللوحات طريقها إلى سوق الفن، ودخلت ضمن مجموعات فنية خاصة أو عامة، وهنا سيقول من يقومون بأعمال الصيانة إننا سنطليها بالورنيش لأننا نعمل ذلك لكل اللوحات .

ولان بعض لوحات فان كوخ التي رسمت واستخدم فيها طلاء الورنيش تسببت بمشكلات كبيرة لمن يقومون بأعمال صيانتها وحفظها، والذين يريدون بالطبع أن يمنعوا اي تدهور فيها ولكنهم ملزمين ايضا بعدم إزالة المادة الاصلية.
وقد يجعل تفاعل كيماوي خاص الالوان الصفراء عرضة للخطر في أعمال اخرى لفان غوخ او غيره من الرسامين.
وتبدو حتى هذه الللحظة ان افضل مجموعة من اعمال فان غوخ ـ تلك الموجودة في متحف فان غوخ بهولنداـ ما زالت سالمة.
وقالت ايلا هيندريكس رئيسة قسم الصيانة في المتحف لبي بي سي : لا أتوقع أنها ستكون مشكلة واسعة النطاق في مجموعة لوحاتنا الخاصة، بالقياس الى تاريخ حفظها .
واضافت ولكن بالطبع من المفيد دائما أن نكون مدركين لاحتمال أن يصادفنا ذلك في لوحات أخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق