الاثنين، 29 أكتوبر 2012

كثرة خضوع المرضى للفحوص بالأشعة السينية تعرضهم للتراكم الإشعاعي




 
 

قبل عدة سنوات خلت، قام طبيب الأسنان جيي فريدمان من لوس أنجلوس بإحالة مريضة زارته إلى طبيب أمراض الأنسجة الداعمة (هو فرع من علوم طب الأسنان يدرس الأنسجة والبنى المحيطة بالسن مثل اللثة والرباط السني السنخي والملاط والعظم السنخي). وبعد بضع سنوات، أخبرت المرأة الدكتور فريدمان أن الطبيب الذي أرسلها له يُخضعها سنوياً لفحص محيطي شامل بالأشعة السينية يُظهر كل سن من أسنانها من جذره إلى تاجه. فكان جواب فريدمان أن مرض اللثة يتطور ببطء شديد، وأنها لم تكن بحاجة إلى فحوص سنوية بالأشعة السينية. عادت المريضة لطبيبها وأخبرته بقلقها بشأن كثرة تعرضها لهذه الفحوص، فاستاء من كلامها ونصحها بأن تبحث عن طبيب غيره لتبديد قلقها، وقد فعلت ذلك فعلاً وكفت نفسها شرور التراكم الإشعاعي الذي يعد السبب الرئيس للإصابة بأورام الدماغ والمخ.

لا شك أن التصوير بالأشعة هو أداة فعالة وناجعة تسمح لطبيب الأسنان بتشخيص تسوسات الأسنان، والتعرف إلى ما يهاجم الأسنان واللثة من جراثيم وأمراض تُسهم في تدمير العظم المحيط بالسن، ومكان ضرس العقل غير الناتئ بعد، وتحديد الأسنان التي تحتاج إلى تقويم وتصفيف، وغيرها من الحالات والأمراض، لكن ذلك كله مشروط بالاستخدام الضروري والسليم لهذه الفحوص الإشعاعية. وعندما يتم الإفراط في إخضاع المريض لفحوص الأشعة السينية، فإن النتيجة الحتمية تكون هي تعريضه لكميات كبيرة من الإشعاع غير الضروري، وتكليفه مصاريف كثيرة مقابل فوائد صحية قليلة جداً، وأحياناً معدومة، أو تحت الصفر باعتبار الأضرار الناجمة عن الإشعاع التراكمي.
فحوص غير ضرورية

يُدرك العاملون في الأوساط الطبية حجم الأرباح الطائلة التي تجنيها العيادات والمختبرات من هذه الفحوص التي لا يختلف اثنان على كونها أضحت مصدر دخل ضخم لقطاع كبير من الأطباء والممارسين. ويتحجج بعض أطباء الأسنان بالقول إن إخضاع المريض لفحص الأشعة السينية هو تدبير ضروري يحميهم من الوقوع في أخطاء بفضل تمكينهم من التشخيص الدقيق لأمراض الفم والأسنان وعلاجها من ثم كما ينبغي، بالإضافة طبعاً إلى تحصينهم من المتابعات القضائية التي قد يتعرضون لها في حال آلت الأمور مع مريض ما على غير النحو المنتظر. لكن خبراء يقولون إن هذه حجج واهية، ويعتبرون أن الممارسات الصحيحة لعلاج الفم والأسنان هي الضامن الوحيد لصحة المريض والحامي لمهنة الطبيب، وليس الأشعة السينية.ولا يوجد في الساحة العلمية البحثية للأسف إلا القليل من الدراسات القائمة على أدلة قوية حول الاستخدام الصحيح للأشعة السينية، لكن هناك اتفاقا على نطاق واسع بأن الإفراط في استخدام هذه الأشعة يعرض المريض لمخاطر التراكم الإشعاعي في الجسم، وخصوصاً لدى الأطفال. إحدى هذه الدراسات سبق نشرها في مجلة «السرطان» في أبريل الماضي بعنوان «الأشعة السينية للأسنان ومخاطر الإصابة بأورام الدماغ». وقد وجدت هذه الدراسة علاقة بين كثرة التعرض للأشعة السينية، وخصوصاً في مرحلة الطفولة، ونمو الأورام في المخ أو الدماغ. ومن حسن الحظ أن هذه الأورام تكون في غالبيتها أوراماً حميدة. وبالتالي فلا يمكن لأي طبيب أسنان لديه حس بالمسؤولية ويحترم أخلاقيات مهنته أن يوصي مريضه بإخضاع فمه وأسنانه لفحص سنوي بالأشعة السينية، على غرار ما فعل أحدهم مع مريضة الدكتور فريدمان بلوس أنجلوس. ويحصر خبراء طب أسنان أميركيون الاستخدامات غير الصحية وغير الضرورية للأشعة السينية فيما يلي:
◆ الفحوص الروتينية التي تصور تيجان الأسنان العلوية والسفلية خلال الفحص السنوي.
◆ الفحص المحيطي الشامل الذي يصور الفكين وجمجمة الرأس بكاملها قبل بدء علاج تقويم الأسنان.
◆ الفحوص التي تأخذ صوراً بانورامية للأسنان والفكين العلوي والسفلي من أجل تقييم درجة ألم والتهاب مفصل الفك.
◆ فحوص التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد باستخدام الحاسوب. وهي فحوص مشابهة لفحوص التصوير المقطعي ثنائي الأبعاد بالحاسوب، لكن مع درجة إشعاع أكبر بكثير. ويشيع استخدامها أكثر لدى عيادات تقويم الأسنان، وقبل عمليات خلع ضرس العقل.
وينبغي أن يكون واضحاً أن أطباء الأسنان معرضون للخطأ كغيرهم من الأطباء، وربما أكثر منهم. فقد يُهمل أحدهم تسوساً ما في سن مريضه، أو تجمعاً صديدياً داخل تجويف سني، أو حتى كيساً كبيراً في اللثة، وهي إصابات قد لا تُشعر بالألم إلا بعد اكتمال تطورها قد يدوم لسنوات. ولذلك فإن على طبيب الأسنان الاطلاع على الفحوص السينية السابقة لمريضه كما لو كانت جديدة، حتى يتأكد مما إذا كان قد فاته شيء ما قبل تحديد ما إن كان يحتاج إلى فحوص سينية إضافية.


يقول الدكتور فريدمان إن جمعية طب الأسنان الأميركية وضعت رهن إشارة الممارسين المرخصين دليلاً إرشادياً يتحدث عن جميع أنواع الفحوص السينية ويحدد الضروري منها والثانوي، بالإضافة إلى الأعراض الجانبية لكل فحص. لكن فريدمان يضيف أن هناك دائماً استثناءات لكل قاعدة ولكل فحص. ومن ثم فإن الطبيب الماهر هو ذلك الذي يصيب في اجتهاده في مدى إخضاع المريض للفحص بناءً على أعراض الفحص بالنظر إلى حالة المريض، وكذلك في حال غَلَب يقينُه شكَه بأن شيئاً ما على غير ما يرام في فم المريض أو أسنانه.
وبالنسبة للأطفال، لا توجد لديهم عادةً فراغات بين الأسنان. ولذلك فإن تصوير تيجان أسنانهم العلوية والسفلية الخلفية ينبغي أن يؤخذ خلال الفحص المبدئي. ففحوص تصوير تيجان الأسنان يمكن أن تتكرر بعد 18 شهراً إلى 24 شهراً بالنسبة للأطفال غير المعرضين لمخاطر الإصابة بتسوس الأسنان، أو غير المصابين بها بالمرة. ولكن الأطفال المصابين بتسوسات أسنان كثيرة، يجب أن يخضعوا لهذه الفحوص بعد 12 شهراً إلى 18 شهراً. 


وفيما يخص الراشدين، فإن الفحوص السينية المحيطية الشاملة، وتلك التي تصور مقاطع جانبية يجب أن تجرى في أثناء الفحوص المبدئية. ويمكن اللجوء إلى نسخ الفحوص السينية السابقة التي خضع لها المريض على يد ممارس آخر في السنوات القليلة السالفة في حال لم يكن المريض قد أصيب خلالها بأية أمراض في الفم والأسنان، ولا أية أعراض جديدة. وبالنسبة للراشدين الذين لديهم بضع تسوسات فقط أو ليس لديهم أي تسوس في الأسنان، فإنهم لا يحتاجون لتكرار الخضوع لفحوص تصوير تيجان الأسنان العلوية والسفلية إلا كل سنتين أو ثلاث سنوات. أما أولئك المعرضون للإصابة بالتسوس، فعليهم أن يكرروا الخضوع لهذا الفحص كل 18 شهراً، وهي الفترة التقريبية التي يحتاجها كل تسوس جديد ليصبح مرئياً عبر الأشعة السينية. وفي حال عدم وجود أية علامات أو مخاطر للإصابة باضطراب سني جديد ما، فإنه لا داعي لتكرار الخضوع لفحص الفم والأسنان المحيطي الشامل إلا بعد مرور عشر سنوات.
وفيما يتعلق بعلاجات التقويم الروتينية وخلع ضرس العقل وعلاج اضطرابات التهاب مفصل الفك، فينصح الخبراء المرضى برفض الخضوع للفحوص السينية المحيطية الشاملة للفك والرأس، وفحوص التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد بالحاسوب، والفحوص الخاصة المستخدمة عادةً لتشخيص المصابين بالتهاب مفصل الفك. ولا ينبغي لأي مريض أن يجد غضاضة في رفض الخضوع لفحص أو طلب استبداله بفحص آخر غير إشعاعي. فأطباء اليوم منفتحون أكثر على مخاوف المستهلكين وهواجس قلقهم. وحتى إن صادف المريض طبيباً متعنتاً لم يرحب بطلبه، فما عليه إلا أن يستبدله بطبيب آخر دون تردد، فمن لا يحرص على سلامة المريض وتجنيبه المخاطر الصحية والأعراض الجانبية هو طبيب غير جدير بثقة المريض أساساً. كما ينصح الخبراء المرضى بالتشبث بطلب عدم الخضوع لأي فحوص مشبوهة أو غير ضرورية، وألا يتراجعوا عن طلبهم لو كانوا متأكدين بعدم ضرورة الفحص، حتى لو حاول الطبيب ثنيهم عن قرارهم.

الآشعة السينية تكشف عن اضرار في لوحة فان غوخ زهور في مزهرية زرقاء




9574609-large


شخص باحثون آثارا كيماوية، لم تسبق رؤيتها في لوحة الرسام الشهير فان غوخ زهور في مزهرية زرقاء ، تترك تأثيرا معتما على الوان اللوحة الصفراء النابضة بالحياة.
وتبدو كأنها طلاء ورنيش أضيف لاحقا إلى العمل لحمايته، وهي في الحقيقة تحيل اللون الأصفر إلى لون برتقالي مغبر (مختلط بالرمادي).
ووجدت دراسة اعتمدت استخدام الاشعة السينية عالية الشدة(الكثافة)، نشرت في دورية الكيمياء التحليلة، أن مركبات تدعى الأوكزالات oxaletes كانت السبب في ذلك.
بيد أن ذرات من اللون الاصلي وجدت في الطلاء المضاف، والتي قد تكون بقيت في مكانها، ولم يمحها الطلاء الجديد.
وليست تلك المرة الأولى التي يتم فيها فحص اللون الأصفر اللامع في لوحات فان غوخ بالأشعة السينية.

ففي عام 2011 ، نشر مقال في الدورية ذاتها لفريق بحثي من جامعة أنتويرب برئاسة كوين يانسينس أشار الى أن الصبغة الأثيرة لدى فان غوخ، وتسمى الأصفر الكرومي، تتدهور عند وجود صبغات اخرى تحتوي على مادة الكروم الكيماوية.
وبدأت الدراسة الجديدة اثناء عملية معالجة لصيانة اللوحة في عام 2009، عندما اكتشف القائمون بإعمال الصيانة أن اللون الاصفر في زهور لوحة زهور في مزهرية زرقاء ـ وقد كان هذه المرة من صبغة تدعى الاصفر الكادميومي (من معدن الكادميوم) ـ قد تحول الى الرمادي وظهرت فيه تشققات.

وعادة ما يشحب اللون الاصفر الكادميومي ويصبح اقل اشراقا بمرور الزمن بشكل طبيعي.
لذا قام الفريق البحثي بأخذ عينات صغيرة جدا من العمل الفني ثانية وأرسلوها إلى أكبر مراكز التحليل بالآشعة السينية في أوروبا وهي إي إس آر إف في فرنسا، وديزي في ألمانيا.
واستخدم المركزان معجلات ضخمة للجسيمات لتسريع الإلكترونات، لتندفع اشبه بالرذاذ امام الآشعة السينية بينما هي تدور حول المعجلات.
لم يكن الهدف من هذا الاختبار مجرد تحديد ماهية مكونات العينات من ذرات وجزيئات فحسب، بل وتحديد التركيبات الدقيقة في السطح البيني بين الطلاء الأصلي والطلاء المضاف الورنيش .
وفي هذه اللحظة صُدم فريق البحث بالعثور على ان مركب أوكزالات الكادميوم ، كان السبب في شحوب اللون إلى البرتقالي المغبر(الرمادي).

وقال الدكتور يانسينس لبي بي سي : كانت طبقة التماس بين الورنيش والطلاء التي وجد فيها مركب أوكزالات الكادميوم بسمك مايكرومتر واحد .
واضاف ولو لم نستخدم طرقا تسمح لنا بفحص هذه الطبقة الرقيقة جدا، فأننا لم نكن لنلحظ وجود الأوكزالات فيها .
وتوجد الأوكزالات عادة في أعمال فنية أكثر قدما بالاشتراك مع صبغات اخرى مختلفة. وهذه هي المرة الأولى التي يرصد فيها ان الكادميوم يشكل أوكزالات في الطلاء الورنيش الذي أضيف كاجراء لحماية اللوحة في وقت لاحق.
ويقول الدكتور يانسينس : إن فان غوخ لم يكن يحب استخدام الورنيش لصقل لوحاته، فهو يحبها ان تكون، لنقل، خشنة .
واضاف بيد أنه بعد وفاته، وجدت هذه اللوحات طريقها إلى سوق الفن، ودخلت ضمن مجموعات فنية خاصة أو عامة، وهنا سيقول من يقومون بأعمال الصيانة إننا سنطليها بالورنيش لأننا نعمل ذلك لكل اللوحات .

ولان بعض لوحات فان كوخ التي رسمت واستخدم فيها طلاء الورنيش تسببت بمشكلات كبيرة لمن يقومون بأعمال صيانتها وحفظها، والذين يريدون بالطبع أن يمنعوا اي تدهور فيها ولكنهم ملزمين ايضا بعدم إزالة المادة الاصلية.
وقد يجعل تفاعل كيماوي خاص الالوان الصفراء عرضة للخطر في أعمال اخرى لفان غوخ او غيره من الرسامين.
وتبدو حتى هذه الللحظة ان افضل مجموعة من اعمال فان غوخ ـ تلك الموجودة في متحف فان غوخ بهولنداـ ما زالت سالمة.
وقالت ايلا هيندريكس رئيسة قسم الصيانة في المتحف لبي بي سي : لا أتوقع أنها ستكون مشكلة واسعة النطاق في مجموعة لوحاتنا الخاصة، بالقياس الى تاريخ حفظها .
واضافت ولكن بالطبع من المفيد دائما أن نكون مدركين لاحتمال أن يصادفنا ذلك في لوحات أخرى .

الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

أرقام وحقائق عن مخاطر الاشعة السينية


  
    كلما زاد التقدم في العمر زادت حاجة الإنسان إلى فحوصات الأشعة المختلفة و كلما زاد التقدم في العمر كلما قلت مخاطر الإصابة بالسرطان من جراء التعرض للأشعة.
  أما بالنسبة للأطفال فالاحتمالات تتضاعف لديهم، لذلك فان عمل أي فحص أشعة لهذه الفئة العمرية يدرس جيدا وتقارن ضرورته مع المخاطر.
  ويكون الجنين في الرحم أكثر عرضه للخطر عند تعرضه للأشعة لذلك إذا كانت المرأة حاملا وترضع طفلها طبيعيا فانه من الضروري إخبار الفني أو طبيب الأشعة أو الطب النووي عن ذلك ، ومن ثم فان ضرورة الفحص تناقش مع الطبيب المعالج وطبيب الأشعة ليقرر مدى أهمية إتمام فحص الأشعة من عدمه.
  إن الإشعاعات تحيط بنا في كل مكان ، من الأرض ، من مواد البناء حولنا ، من الهواء الذي نتنفسه ، من الطعام الذي نتناوله ، وحتى من الإشعاعات الكونية.


  في السويد أجرى باحثون دراسة خلصت إلى أن الأطفال الذين أجرت أمهاتهم اختبارات بالأشعة السينية خلال فترة الحمل غير معرضين بمعدل أكبر من غيرهم للإصابة بأورام في المخ، إلا أن الدراسة نبهت إلى أن إجراء الحوامل لاختبارات بالأشعة السينية على البطن قد يزيد من خطورة اصابة  المخ بنوع معين من الأورام.
  وشملت الدراسة التي نشرت في دورية السرطان البريطانية 512 طفلا أصيبوا بأورام في المخ قبل بلوغهم 15 عاما و524 طفلا غير مصابين كمجموعة ضابطة.
  في الدراسة جمعت الدكتورة كارين ستولبيرج وزملاؤها معلومات بشأن تعرض الحوامل للأشعة السينية (أشعة إكس) من سجلات طبية. واكتشف الفريق أن 21 % من الأمهات أجرين اختبارات بأشعة سينية.
  وبالنسبة للأشعة السينية على البطن التي أجريت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل كانت نسبة مرات التعرض للأشعة 10.7 % بين الحالات و9.4 % بين المجموعة الضابطة. ولاحظ الباحثون عدم وجود زيادة إجمالا في مخاطر إصابة الأطفال بأورام في المخ بعد تعرض أمهاتهم للأشعة السينية خلال الحمل سواء على البطن أو على أي موضع آخر من الجسم.


  إن تعرض المرأة الحامل للأشعة يؤدي الى تبدلات على الجنين تظهر في تموّت في الخلايا الجنينية واضطراب في نمو الجنين،‏ وفي تشوهات خلقية وضمور في رأس الجنين وتخلف عقلي وعقم ونقص في الخصوبة‏ وتؤدي إلى تأثيرات مسرطنة على أعضاء الجنين.‏

    إن تأثير الأشعة على الجنين يتعلق بـكمية الأشعة في الصورة الواحدة وبعدد اللقطات المأخوذة في الوقت نفسه‏ وبالتعرض المباشر للأشعة ومدة الحمل،‏ فصورة الصدر البسيطة تشكل خطراً أقل على الجنين لأن كمية الأشعة التي يتلقاها الجنين قليلة وغير مباشرة.‏ وصورة البطن خطرها أكبر لأن الجنين يتعرض للأشعة بشكل مباشر‏ وصورة جهاز البول الظليلة أخطر لأن عدد الصور أكثر وتعرض الجنين مباشر.‏
    وتصوير الشرايين يعرض الجنين لكميات كبيرة من الأشعة لذا يمنع إجراؤها إلا في الحالات الإسعافية ,أما التصوير الطبقي المحوري فيؤدي لتعرض الجنين لكميات كبيرة من الأشعة لذا يمنع إجراؤه في الحمل.‏    وتعرض الحامل للأشعة لا يعني أن الجنين قد تشوه لان هذا يتعلق بكمية الأشعة التي تعرض لها والتي يمكن لطبيب الأشعة حسابها واتخاذ القرار بالتشاور مع الطبيب المولد.

  وإنه لمن المتعارف عليه أنه عندما تكون نسبة حدوث مشكلة في أي نشاط تقوم به هي 1 في المليون أي انه من كل مليون شخص يقوم بهذا النشاط يكون شخص واحد معرض لحدوث حادث ، فان هذه النسبة تعتبر منخفضة جدا وبذلك يمكنك اعتبار هذا النشاط أو العمل عمل آمن، وبالرجوع إلى ما سبق نجد أن تعرضك للأشعة الأكثر شيوعا اي الصدر والأسنان مثلا يضعك في نسبه خطر واحد في المليون أما إذا تعرضت للأشعة المقطعية مثلا فان نسبة الخطر ترتفع إلى واحد في الألف.


  لاحظ أن احتمالات اصابة أي شخص بالسرطان بدون التعرض لأي نوع أشعة سينية أو اشعة جاما هو شخص واحد لكل ثلاثة أشخاص وبالمقارنة مع أعلى جرعة، تكون واحداً إلى كل ألف وهذه النسبة منخفضة جدا وخصوصا عند مقارنتها بالمعلومات المهمة التي نحصل عليها في هذه الفحوصات وأثرها على العلاج والصحة.
  ببساطه يتم جمع نسب المخاطر لكل فحص على حدة وليس مهما الفترة الزمنية التي تفصل بين أي فحص والأخر .
  ومن الضروري أن تخبر طبيبك المعالج عن أي فحوص أشعة أو فحوص بالنظائر المشعة تعرضت لها وذلك لتفادي أي اعادة للأشعة بدون مبرر.
  في أنحاء كثيرة من العالم يكون مصدر معظم الجرعات الإشعاعية من الأرض التي تطلق غاز الرادون. تسمى هذه الجرعات بالجرعات الإشعاعية الطبيعية.
  أكثر الفحوصات الإشعاعية شيوعا هي أشعة الأسنان ، الصدر ، والأطراف وهذه تساوي معدل تعرضك للإشعاع الطبيعي لعدة أيام.




 الدكتور /

عبد السلام مصطفى الشويات - جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.  

الاشعة السينية وتأثيرها على المراة الحامل والجنين



هل الأشعة آمنة خلال الحمل ؟
 


مما لا شك فيه أن للأشعة السينية تأثيراً على كل كائن حي . و يتوقف ذلك على المقادير الموجهة و درجة حساسية الخلايا المعرضة لها . و حسب كلية الأشعة الأمريكية American College of Radiology لا توجد جرعة أشعة محددة يمكن القول أنها تؤذي المضغة أو الجنين .


المعالجة الشعاعية خلال الحمل :
 
بما أن مقادير الأشعة العلاجية عالية جداً تؤدي إلى تشوه المضغة أو موتها إذا ما طبقت في أشهر الحمل الأولى , يحظر استعمال و تطبيق المعالجة الشعاعية خلال الحمل إلا في الحالات التي لا يمكن إرجاؤها إلى ما بعد الولادة , و يستطب آنذاك إنهاء الحمل .


التصوير بالأشعة من أجل التشخيص خلال الحمل :
 
مقادير الأشعة المستعملة للتشخيص ضئيلة و لم يثبت لها أي تأثير ضار على الجنين حتى الآن , و لما كان المولدون يهتمون بسلامة الجنين , لذلك يستعمل التصوير الشعاعي عتد الحامل ضمن الشروط التالية : 

1- لا تستعمل الأشعة خلال الحمل إلا في الحالات التي لا يمكن إرجاؤها إلى ما بعد الولادة .
2- لا مانع من تصوير الأسنان خلال الحمل مع حماية البطن بالدرع الواقي من الأشعة .
3- يفضل إرجاء فحص الأحشاء التي تحتاج إلى تعريض مديد للأشعة كالمعدة و الأمعاء و الكولونات و جهاز البول إلى ما بعد الولادة .
4- يمكن تصوير الصدر و العظام خلال الحمل مع حماية البطن بالدرع الواقي .
5- يفضل إجراء تصوير المعدة و الأمعاء و الجهاز البولي خلال الطمث أو بعيده , و عدم إجراءه في الأسبوع القادم له خشية وجود حمل لم يعرف بعد علماً بأن إجراءه في هذه الفترة عديم الضرر . 

وعلى كل حال , يجب العودة إلى الطبيب قبل إجراء أي تصوير أو تعرض شعاعي إبان الحمل مهما كانت طبيعته .


هل يؤثر التلفزيون و المايكروويف على الحمل و الحامل ؟
 
الأشعة المنطلقة من جهاز التلفزيون و الميكروويف هي أشعة حميدة و ليس لها أي أثر على الحمل .


تصوير الصدى أو الأشعة فوق الصوتية اثناء الحمل ( إيكوغرافي -صونو غرافي ):
 
الصدى حدث فيزيائي يقوم على إصدار موجات صوتية بتوتر عالي جداً يتجاوز مجال السمع تنعكس لدى اصطدامها بجسم ما فتنقل صورته إلى شاشة خاصة . و هو نفس مبدأ الرادار المستعمل في السفن و الطائرات و المجالات الأخرى . و بما أنها أمواج صوتية , فهي مختلفة عن الأشعة السنية و أسلم منها . و تنطلق الأمواج من بلورات صغيرة موجودة داخل مجس يوضع على الجلد بعد طيله بالزيت المعدني أو بمادة هلامية ناقلة للصوت .
 
و ساعد الصدى أو الابكوغرافي على رؤية أعضاء الجسم الداخلية دون اللجوء إلى طرق أكثر مشقة . و قد تطورت أجهزته الطبية بسرعة فائقة حتى أضحت على مستوى عال من الدقة مما سمح باستعمالها في حقل التوليد و الحمل لدراسة الحمل في مراحله المبكرة في الحالات التي يعجز الجهاز البطني عن كشفها .
 
يستعمل الصدى او الايكوغرافي او السونار في حقل التوليد و الحمل للغايات التالية :
1- تشخيص الحمل في مراحله المبكرة .
2- كشف مكان الحمل داخل الرحم أو خارجه .
3- تشخيص الحمل العنقودي .
4-تحديد سن الحمل .
5- تحديد عدد الأجنة .
6- التأكد من حياة الجنين .
7- كشف تشوهات الجنين وأجهزته .
8- مراقبة تقدم نمو الجنين .
9- تحديد وضعية الجنين داخل الرحم .
10- كشف مكان ارتكاز المشيمة .
11-دراسة كمية السائل الأمنيوسي .
12- دراسة دوران دم الجنين في الحبل السري والمشيمة بواسطة الدوبلر .
13- كشف وجود ورم ليفي أو كيسة مبيض مرافقين للحمل .
و من المفضل إجراء الفحص بالصدى في كل من مراحل الحمل الثلاث , و يكرر حين اللزوم علماً بأن تكراره خالٍ من المحاذير . و يجب أن تكون المثانة ممتلئة بالبول حين إجرائه في الثلث الأول من الحمل إذا ما استعمل المجس البطني و فارغة لدى استعمال المجس المهبلي .
و نظراً لأن الصدى في غاية السلامة إذا ما قورن بالأشعة السينية , فقد احتل مكانها في العديد من الحالات كدراسة المرارة و الطرق البولية وغيرها عند الحامل .

هل التصوير الطبقي المحوري او المحوسب CT Scan اثناء الحمل تصوير آمن ؟
 

التصوير الطبقي المحوري او المحوسب CT Scan يسبب التعرض لكمية من الأشعة أكبر من تلك التي يتعرض لها المريض و الحامل خلال التصوير العادي بالأشعة السينية , و تصل جرعة الأشعة خلال التصوير الطبقي المحوري او المحوسب CT Scan إلى 10 mSv , و هي تعادل ما يتعرض له الإنسان من أشعة الشمس خلال 3 سنوات !! و لكن في بعض الحالات فإن الحصول على تشخيص دقيق بعد إجراء التصوير الطبقي المحوري او المحوسب CT Scan يفوق في أهميته خطر التعرض لهذه الكمية من الأشعة.
*** و بشكلٍ عام لا ينصح بإجراء التصوير الطبقي المحوري او المحوسب CT Scan للحامل و خلال الحمل , إلا إذا كانت فائدة هذا التصوير تفوق بشكلٍ واضح خطر التعرض لكمية من الأشعة خلال هذا التصوير ***


هل تصوير الرنين المغناطيسي MRI اثناء الحمل هو تصوير آمن ؟
 
لا توجد حتى الآن سوى بعض الدراسات حول أمان تصوير الرنين المغناطيسي MRI خلال الحمل , و لا يمكن القول حتى الآن بأن تصوير الرنين المغناطيسي MRI هو تصوير آمن على الحامل و على الجنين !! و بنفس الوقت لا توجد مخاطر معروفة حتى الآن , و هناك خطر نظري على الجنين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل , لذلك لا يجرى صوير الرنين المغناطيسي للأم الحامل خلال الثلث الأول من الحمل .
*** و بشكلٍ عام لا ينصح بإجراء التصوير تصوير الرنين المغناطيسي MRI للحامل و خلال الحمل , إلا إذا كانت فائدة هذا التصوير تفوق بشكلٍ واضح خطر التعرض لكمية من الأشعة خلال هذا التصوير ***
و يبقى تصوير الرنين المغناطيسي MRI اثناء الحمل أكثر اماناً على الجنين من التصوير الشعاعي العادي و من التصوير الطبقي المحوري او المحوسب CT Scan 

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

كيفية انتاج الاشعة السينية علميا



كيفية إنتاج الأشعة السينية



تنتج الأشعة السينية كلما تعرضت الإلكترونات ذات الطاقة العالية لفقد فجائي للطاقة. وتقوم أجهزة إنتاج الأشعة بزيادة سرعة الإلكترونات إلى سرعات عالية جدًا، ثم جعلها ترتطم بقطعة من مادة صلبة تسمى الهدف، حينئذ تبطىء الإلكترونات فجأة بسبب اصطدامها بالذرات في الهدف، ويتحول جزء من طاقتها إلى أشعة سينية. ويسمي الأطباء الأشعة السينية الناتجة برمشتراهلونغ وهي مأخوذة من الكلمة الألمانية التي تعني كبح الإشـعاع.


تطرد بعض الإلكترونات ذات الطاقة العالية إلكترونات أخرى من مواقعها المعتادة، في ذرات الهدف. وعندما تعود هذه الإلكترونات المطرودة إلى مواقعها أو تحتل هذه المواقع إلكترونات أخرى تنتج أشعة سينية أيضًا. ويسمي الفيزيائيون هذه الأشعة الأشعة السينية المميزة. وللبرمشتراهلونغ مدى واسع من الطول الموجي، أما الأشعة السينية المميزة فلها طول موجي معين يعتمد على التركيب الإلكتروني للذرة الصادرة عنها الأشعة. انظر: الذرة.


وتنتج الأشعة السينية بوساطة أنابيب الأشعة السينية ذات التفريغ العالي للاستخدامات الطبية والصناعية العديدة. وتتركب هذه الأنابيب من إناء زجاجي محكم بداخله قطبان كهربيان أحدهما موجب والآخر سالب، مثبتان داخليا بإحكام. انظر: القطب الكهربائي. ويحتوي المهبط أي القطب السالب، على ملف صغير من السلك بينما يتكون المصعد أي القطب الموجب من كتلة من فلز. ويكون المهبط والمصعد في معظم أنابيب الأشعة السينية من التنجستن، أو فلز مشابه يمكن أن يتحمل درجات الحرارة العالية.


وعندما يتم تشغيل أنبوبة الأشعة السينية، يسري تيار كهربائي خلال المهبط يسبب توهجًا حتى يصير أبيض بسبب الحرارة. وتسبب الحرارة انطلاق الإلكترونات من المهبط. وفي نفس الوقت يسلط جهد عال جدًا بين المهبط والمصعد. ينتج عن الجهد العالي تحريك الإلكترونات الحرة بسرعات عالية للغاية نحو المصعد الذي يقوم بدور الهدف. وتتحرك الإلكترونات بسهولة خلال الفراغ بين المهبط والهدف، لأن الأنبوبة لا تكاد تحتوي على هواء يعوق حركتها.


وعندما تصطدم الإلكترونات بالهدف، تنتج الأشعة السينية كما تنطلق حرارة. وتنطلق الأشعة السينية من الهدف في اتجاهات كثيرة، ولكن معظمها يتم امتصاصه بوساطة غطاء الأنبوبة، وهو صندوق فلزي يحيط بالأنبوبة. ويوجد بأحد جوانبه نافذة صغيرة يخرج منها شعاع دقيق من الأشعة السينية، يمكن تصويبه إلى أي جسم يراد تسليط الأشعة السينية عليه. ويبطن صندوق الأنبوبة بالرصاص لامتصاص الأشعة السينية الشاردة، كما يحتوي الصندوق على زيت أو ماء لعزل وتبريد الأنبوبة. وتعتمد طاقة، أو قوة اختراق، الأشعة السينية التي تنتجها الأنبوبة على قيمة الجهد الكهربائي بين المهبط والهدف. ويدفع الجهد العالي الإلكترونات بقوة نحو الهدف، وبطاقة أعلى مما يحدث في حالة الجهد الضعيف. وتصبح الأشعة السينية أكثر اختراقًا كلما زادت سرعة الإلكترونات. ويتم التحكم برفع أو خفض الجهد عن طريق صندوق تحكم.


وفي معظم أنابيب الأشعة السينية يتراوح الجهد الكهربائي بين حوالي 20,000 و 250,000 فولت. وهذا المدى من الجهد يولد أشعة سينية ذات قدرة كافية لمعظم الأغراض الطبية. كما يمكن التوصل إلى جهود مقدارها 300 مليون إلكترون فولت (300 ميغافولت)، أو أعلى من ذلك في البيتاترونات والمعجلات الخطية. وتستخدم الأشعة السينية الناتجة من هذه الأجهزة في الأغراض الطبية وأغراض البحث العلمي.

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

استخدامات الاشعة السينية في البحث العلمي




استخدامات الاشعة السينية


في البحث العلمي

 استخدمت الأشعة السينية لتحليل ترتيب الذرات في أنواع كثيرة من المواد، وخاصة البلورات. وتنتظم الذرات في البلورات على مستويات تفصل بينها مسافات منتظمة. وعندما يسقط شعاع من الأشعة السينية على بلورة، فإن مستويات الذرات تعمل كمرايا صغيرة تحيد أي تنشر الأشعة على نمط نظامي. وكل نوع من البلورات له نمط حيود مختلف. وقد تعلم العلماء كثيرًا حول ترتيب الذرات في البلورات بدراسة مختلف أنماط الحيود. وتعرف دراسة الكيفية التي تُحِيِّد بها البلورات الأشعة السينية بعلم البلوريات الإشعاعية السينية. ويستخدم العلماء أيضًا الأشعة السينية للمساعدة في تحليل تركيب وتكوين مواد كيميائية معقدة كثيرة مثل الإنزيمات والبروتينات والحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين (د.ن.أ).

وتطلق مواد معينة أشعة ذات طول موجي خاص بالمادة عندما تتعرض لإشعاع من إلكترونات أو بروتونات عالية الطاقة أو للأشعة السينية. وتسمى هذه الطريقة لتحليل المواد قياس الطيف بالأشعة السينية. ولقد أدت هذه التقنية إلى توصل العلماء إلى اكتشاف بعض العناصر الكيميائية الجديدة.


وقد استخدم علماء الآثار الأشعة السينية لفحص الأشياء العتيقة المغطاة بقشرة سميكة من التراب أو التآكل. وتسمح هذه الطريقة للباحثين برؤية صورة لشيء بدون محاولة رفع القشرة التي قد تودي إلى إتلاف العينة.كما تستخدم الأشعة السينية، أيضًا للكشف عن أصل لوحة غطيت صورتها الأصلية برسومات أخرى.


ويستخدم الفلكيون كشافات الأشعة السينية ومناظير الأشعة السينية لمتابعة الأشعة السينية الواردة من الأجسام السماوية. ومن الوجهة العملية فإن جميع الأشعة السينية الموجودة على الأرض هي من اكتشاف الإنسان، ولكن في كثير من الأجسام السماوية مثل الشمس أو الثقوب السوداء تتم عمليات فيزيائية عند طاقة عالية جدًا تنتج الأشعة السينية. وتتكون مناظير الأشعة السينية من مرايا مصممة خصيصًا لكي تعكس الأشعة السينية بالإسقاط المماسي. تمر الأشعة السينية في العادة خلال المرآة دون أن تنعكس. ولكن إذا كانت الزاوية بين اتجاه الأشعة السينية وسطح المرآة صغيرة جدًا، فإن الأشعة السينية ترتد من السطح. وقد استخدمت مناظير الأشعة السينية للحصول على صور للشمس تظهر فيها مساحات ذات نشاط شمسي عال.

 



استخدامات الاشعة السينية في الطب والصناعات



استخدامات الاشعة السينية


  في الطب

 تستخدم الأشعة السينية على نطاق واسع لعمل المرسمة الإشعاعية (صور الأشعة السينية) للعظام وأعضاء الجسم الداخلية. ويستفيد الأطباء من المرسمة الإشعاعية في كشف الحالات الشاذة وحالات الأمراض، مثل العظام المكسورة أو أمراض الرئة، داخل جسم المريض، ويستفيد أطباء الأسنان من صور الأشعة السينية للكشف عن الفراغات والأسنان المحشوة. انظر: الأسنان.

 
يتم إعداد المرسمة الإشعاعية بتمرير شعاع من الأشعة السينية خلال جسم المريض إلى جزء من فيلم ضوئي. تمتص العظام من الأشعة أكثر مما تمتص العضلات أو الأعضاء الأخرى، ولذلك تلقي العظام بظلال كثيفة على الفيلم، بينما تسمح الأجزاء الأخرى من الجسم بمرور كمية من الأشعة أكثر مما تسمح به العظام، وتكون ظلالها بدرجات مختلفة من الكثافة. وتظهر ظلال العظام بوضوح على هيئة مساحات مضيئة على المرسمة الإشعاعية، بينما تظهر الأعضاء على هيئة مساحات أكثر ظلمة. ويمكن لاختصاصي الأشعة أن يرى أعضاء جسم المريض أثناء تأدية وظائفها باستخدام جهاز للأشعة السينية يسمى المكشاف الفلوري. تجعل الأشعة السينية شاشة خاصة في هذا الجهاز تتوهج عندما تصطدم بها. انظر: الكشف الفلوري؛الفلورة.


وأحيانًا يتم إدخال مادة غير ضارة إلى جسم الإنسان، تؤدي إلى ظهور أعضاء معينة بوضوح على المرسمة الإشعاعية أو الصورة الفلورية. فقد يناول الطبيب المريض محلول كبريتات الباريوم ليشربه قبل تعريض أمعائه للأشعة السينية فتمتص كبريتات الباريوم الأشعة السينية، فتظهر الأمعاء بوضوح على صورة الأشعة.


وتُستخدم الأشعة السينية على نطاق واسع في علاج السرطان، فهي تقتل الخلايا السرطانية أيسر من قتلها الخلايا العادية. ويمكن تعريض الورم السرطاني لجرعة محدودة من الأشعة السينية. وفي حالات كثيرة تدمر الأشعة السينية الورم، ولكنها تتلف الأنسجة السليمة القريبة منه بدرجة أقل.


وتؤدي الأشعة السينية أغراضًا أخرى في الطب. فهي تستخدم لتعقيم المعدات الطبية مثل القفازات الجراحية اللدنة أو المطاطية والمحقنات. فهذه المعدات تتلف عند تعرضها للحرارة الشديدة ولذا فلا يمكن تعقيمها بالغليان.



في الصناعة


 تستخدم الأشعة السينية لفحص المنتجات المصنعة من أنواع مختلفة من المواد، منها الألومنيوم والصلب وغيرها من الفلزات المصبوبة. تكشف الصور الإشعاعية عن الشروخ والعيوب الأخرى في هذه المنتجات، التي لا تظهر على السطح. وكثيرًا ما تستخدم الأشعة السينية لفحص جودة اللحامات في الصلب والتركيبات الفلزية الأخرى. كما تستخدم الأشعة السينية لفحص جودة العديد من المنتجات المصنعة بكميات ضخمة مثل الترانزستور والنبائط الإلكترونية الصغيرة الأخرى. وتعمل بعض نبائط فحص الفلزات باستخدام الأشعة السينية، مثل الماسحات المستخدمة في المطارات للبحث عن الأسلحة في الأمتعة.



ويعالج الصناع أنواعًا معينة من اللدائن بالأشعة السينية حيث تحدث الأشعة تغييرًا كيميائيًا في هذه المواد فتجعلها أقوى. وقد استخدمت الأشعة السينية القوية للمساعدة في التحكم في حشرة وبائية تسمى ذبابة السروء. فذكور هذه الحشرة لا يمكنها إنتاج ذرية بعد تعرضها للأشعة السينية. وبالإضافة إلى ذلك، فقد استخدمت الأشعة السينية لإجراء تغيير في الصفات الوراثية للشعير. ولقد أنتج هذا الشعير المعدل نوعيات جديدة من الحبوب، يمكن لبعضها أن ينمو في تربة ضعيفة غير قادرة على إنتاج الشعير العادي.